رياض النفوس (صفحة 187)

ابن وهب: ذكر في «جامعه»، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل المعافري، عن عبد الله بن عمرو، أنه قال: «[من قال] حين يستنبه من نومه: «الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد موتها، إن ربي على كل شيء قدير»، كان كيوم ولدته أمه».

ابن وهب: وسأل رجل أبا قبيل عن القدر، فقال أبو قبيل: «لأنا في الإسلام أقدم منه، فدين أنا في الإسلام أقدم منه، لا خير فيه».

عن ضمام بن إسماعيل، قال: كان أبو قبيل إذا صلّى الصبح جلس في مصلاّه الذي صلّى فيه حتى تطلع الشمس وترتفع، فيركع ما بدا له ثم يخرج فإذا قام على باب المسجد رفع يديه ثم يستقبل القبلة بباطن كفيه حذو منكبيه، ثم يقول:

أعوذ بالذي {(يُمْسِكُ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا، وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً)} ثم يدعو دعاء كثيرا، ثم يقول في آخر دعائه:

«اللهم لا تقصر بي عن الأخيار، ولا تجعلني مع الأشرار، وأسألك ألا تبقي أحدا من أهله ولا ولده إلا قدمته بين يديه، ولا أترك دينارا ولا درهما ولا دنيا».

قال ضمام: وكانت داره تسمى «اللفيف» من كثرة من كان فيها من أمهات أولاده وغير ذلك، فماتوا كلهم حتى لم يبق منهم أحد، ولم يترك شيئا من الدنيا إلا قطيفة وفراشا وسلاحا؛ وكان من تواضعه يلي الشراء من السوق بنفسه، وكان لا يدع أن يصوم يوم الاثنين والخميس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015