«أين تسكن؟ » فقال له: «بالفسطاط» فقال له: «وأين أنت عن الطيّبة؟ » فقال له: «وأين الطيبة؟ » قال: «الإسكندرية، فإنك تجمع فيها دنيا وآخرة. إنها الطيبة الموطن. والذي نفس عمر بيده، لوددت أن قبري يكون بها، ولقد بلغني أنها تقدس في كل عام مرتين».فسكن زهرة بعد ذلك الإسكندرية، وترك سكن مصر.
قال الليث بن سعد: «كنا نعود أبا عقال زهرة بن معبد وهو شديد الوجع ونحن خائفون عليه، فزرناه غدوة من تلك الغدوات، فقال: أريت الليلة عمر بن عبد العزيز في المنام، فقال لي: أين تسكن يا أبا عقال؟ فقلت له:
الإسكندرية، إذ عزمت / عليّ في سكناها، فقال لي: ابشر بما يسرك في دنياك وآخرتك، وكرر ذلك عليّ مرتين».
من أهل الدين والفضل، يروي عن جماعة من الصحابة: منهم عبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر الجهني. روى عنه عمرو بن الحارث، ويزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد.
دخل إفريقية غازيا مع حسان بن النعمان، وشهد معه المغازي، وكانت له في ذلك مقامات، ثم رجع إلى مصر وتوفي بالبرلس سنة ثمان وعشرين ومائة.