رياض النفوس (صفحة 1106)

الشيخ مبتسما: ليس إلاّ خيرا، فأخبرته بما جرى لي معه وبما أدركني من خوف على الشيخ، وجعلت أسأله في أمر يلطف فيه مما يسكّن به أبا العباس (عما يصنعه) مما يعقده مع أخيه الذي هو على المظالم في أمر يؤذي به الشيخ والمسلمين. قال: وهو يقول: لا يا مبارك، ليس إلاّ خيرا (331). قال: فقلت له - أصلحك الله تعالى - /: إنه (قد) قال: سوف ترى، وجعلت أكرّرها، فقال لي الشيخ، بعد ساعة (من المراجعة): يا مبارك قل له: سترى أنت (قال): فخرجت من عنده فدخلت داري فتخفّفت وتغدّيت (ونمت) ثم خرجت إلى حانوتي بعد زوال الشمس، فسمعت عند دار أبي العباس:

الواعية، فقلت ما هذا؟ قالوا: مات أبو العباس بن أبي ثوبان (قال):

فجعلت أدفع ذلك وأدافع من يقوله لي حتى وافيت أخاه أبا سعيد صاحب المظالم خارجا من دار الميت، فقلت له: ما هذا؟ فقال لي: مات أبو العباس، فعزّيته، ثم قلت له: وكيف هذا؟ وأنا كنت معه الساعة، فقال: إنما دخل الحمام ثم تغدّى ونام، وانتبه، فنخر مرّة أو مرتين ثمّ مات. فانصرفت من ساعتي إلى الشيخ، [أبي إسحاق]، فاستأذنت عليه، فقال: من هذا؟ فقلت: حسن، فأذن لي، [فدخلت].فسلّمت [عليه] ثم قلت له: مات أبو العباس ثم حكيت له كيف كان موته، فقال لي: يا أخي يا أبا عليّ قد كفيت ما تحذره والحمد لله عزّ وجلّ.

قال الشيخ أبو الحسن وهذه حكاية مستفيضة أشهر من كثير من الأمور لا تكاد تخفى /، ومثل هذا كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015