رياض النفوس (صفحة 1105)

وأكرمه. وذلك كله بدعاء الشيخ رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

قال الشيخ أبو الحسن الفقيه - رحمة الله تعالى عليه -: دخل أبو العباس ابن أبي ثوبان، [أخو] صاحب المظالم، على أبي إسحاق، أراد أن يعاتبه ويعذله، فوجده خاليا قرب وقت قيامه ضحى عاليا، فسلّم وجلس، ثم سأله سؤال منبسط: كيف حالك يا أبا إسحاق؟ فأجابه الشيخ جواب منقبض، لأنه كان عارفا به. ثم قال له: ما حرّكك يا مبارك؟ ما نحتاج أن تعيننا أو نحو هذا الكلام، فغضب وخرج وهو يقول: ليس العجب / إلاّ منّي، فلقي أبا علي حسنا أخا أبي عبد الله الفقيه بن نظيف خارجا من «القاسمية» ذاهبا إلى داره، وهو حقن، فقال له: يا أبا علي العجب من شيخكم هذا، قال: أيّ شيخ؟ قال: (هذا) السبائي الذي تدخلون (إليه)، فقال له: ما له؟ قال: مضيت إليه زعم على أني أعذله وأعاتبه، فأقبل (وهو) يقول: ما نحتاج ... ما نحتاج ... ، قل له: في عاقبة سوف ترى. قال أبو علي: فذهب عنّي ما بي من الحقن وتوجّهت مسرعا إلى [الشيخ] أبي إسحاق، فلما استأذنت بقرع الباب أذن، فدخلت فوجدته خاليا، فقلت له: - أصلحك الله تعالى - من خرج من عندك الساعة؟ فقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015