رياض النفوس (صفحة 1104)

فتنوا بأحمق من عليها، كيف لو ... علقوا بذي لبّ وذي إخبات؟

30 هدم المساجد وابتناها منزها ... لمضارب العيدان والنايات

وأحلّ دار البحر في أغلاله ... من [كان] ذا تقوى وذا صلوات

مستحمق بادي العوار مهوّس ... نكد قليل الخير والبركات

قال حديث الصدق رافض أهله ... راض عن الكذاب والقينات

ما زلت أبصر في سفاهة رأيه ... كرّ الزمان عليه بالآفات

/ فعليه، ما لبيّ الحجيج وطوّفوا ... وعلى ذويه، خوالد اللّعنات

أبدا تغادي أو تراوح روحه ... حيّا وبعد الموت معتورات

فلما فرغ من إنشادها قال له أبو إسحاق: اخبرني ما أردت بهذه القصيدة؟ فقال له: أردت بها الله عزّ وجلّ. فقال: اللهمّ احمه واكفه وعافه. فخرج من عنده وجاز بأبي القاسم الفزاري فقال له الفزاري: الدوّارة [يبحثون] عنك، فخاف سهل، فقال: منذ ثلاث ساعات وجّه إليكم السلطان بخلعة وصرّة، فقال له: ذلك الوقت الذي كنت فيه عند (أبي إسحاق) السبائي. ويقال إن السلطان أحضره وقال له لا بدّ لك أن تنشدني القصيدة التي هجوتنا فيها (كلها)، فقال له: أنشدها ولي الأمان؟ فأعطاه الأمان، وأنشده القصيدة كلّها، فلم يصل إليه بمكروه ووصله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015