رياض النفوس (صفحة 1096)

عنده ففعلت ما أمرني به من الغداء ودخول الحمام ووثقت نفسي بقوله ودعائه.

ثم مضيت إلى السلطان، فدخلت عليه فقال بعض من في مجلسه: يأمرك السلطان أن تنشده ما قلت في أيام أبي يزيد، فتوقفت عن ذلك وخفت، فقال: أنشدها ولك الأمان، قال: فأنشدته القصيدة الرائيّة وهي:

تلفّع في مفارقه القتير ... وقوّس غصنه اللّدن النّضير

/ وليس يؤدب الإنسان شيء ... كتأديب الحوادث إذ تدور

وإنّ ببابك اللهمّ عبدا ... من الخذلان أصبح يستجير

دعاك وقد رجاك فصنه ممّا ... يحاذر ذو المراقبة الحذور

5 ولا تسلمه للدنيا فتهوي ... به منها بطون أو ظهور

سلامتها، وان دامت سقام ... ونعمتها، وإن راقت غرور

ومرعاها لراعيها وخيم ... وكثرتها لمكثرها يسير

تسرّ المرء يوما ثم تغدو ... فتسلب ما أتاح له السرور

وإن واتتك إقبالا ونعمى ... فعقباها الفجائع والقبور

10 وكلّ الخير فيها مستعار ... وسوف يردّ ذاك المستعير

وإن عزيزها عمّا قليل ... ذليل، والغنيّ بها فقير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015