رياض النفوس (صفحة 1091)

قال الشيخ أبو الحسن الفقيه: دخل عبد العزيز بن أيوب يوما على الشيخ أبي إسحاق السبائي / - وكان يحبّه - فقال له - أصلحك الله تعالى -: جئت إليك فلما وصلت إلى رحبة ابن أبي داود (إذا بشيخ) لم أر أجمل منه هيبة ولحية وهو يزمر بالزق، فبقيت أتعجّب منه وانظر إلى بياض لحيته وجمالها على الزق، فبدر الشيخ إليه وقال له: ايه يا عبد العزيز إيّاك [أن] تقول لك نفسك إنك خير منه، لأنه مسلم ما بينك وبينه إلاّ أن يتوب ويراجع أمر الله تعالى، إيّاك [أن] تحدّثك نفسك أنّك خير منه، وأقبل يكرر ذلك عليه وقد صال عليه وتغيّظ. ثم قال أبو إسحاق: والله ما أرى لي فضلا على أهل الكبائر من المسلمين، فإذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله تعالى على العافية قال [عبد الله]: فذكر عن رجل كان في مجلس أبي إسحاق [في] ذلك اليوم أنه قال: خرجت إلى مكّة في العام المقبل فبينا أنا عند الطواف إذا بالرجل الزامر يطوف بالبيت، فقلت له: ألست فلانا؟ قال: نعم.

فقلت: ما سبب توبتك وحجّك؟ قال: لا أدري إلاّ أنه ألقي في قلبي التوبة فتبت. ثم خرجت إلى هاهنا (فحججت) كما ترى، فحسن حاله ونفعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015