رياض النفوس (صفحة 1092)

الله عزّ وجلّ بدعاء [الشيخ] أبي إسحاق.

وكان يقول لمن تاب: هنيئا لك يا أخي ويقرأ الآيات التي في سورة غافر [من قوله تعالى]: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ... } إلى آخرها، ثم يقول: فهذا يا أخي لمن تاب فهنيئا لك.

وقيل له يوما: إن قوما يؤذونك، فقال له: دعهم لسنا من أعمالنا على صحة وثقة أنها تتقبّل منّا، بل نحن منها على خطر، وهذا نحن منه / على يقين وثقة أنه يجعل لنا في الآخرة عند حاجتنا إليه.

وكانت امرأة فرحون امرأة صالحة. قالت: كنست للشيخ أبي إسحاق البيت واستقيت له الماء وملأت القلّة والازيار قالت: فمدّ يده فأخرج قيراطا من جيبه ودفعه إليّ وقال لي: ادعي الله تعالى لي، فقالت له: أنقى الله - عزّ وجلّ - قلبك من الصدا والردى، وجعل فيه الصّبر والتقى. فقال لي: ادعي لي: فقلت له ما قلت أوّلا، فنظر إليّ وقال: ما هو إلاّ شيء يجري على لسانك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015