رياض النفوس (صفحة 1089)

دما، فقمت فغسلت الدم وانصرفت ولم أشاور أحمد بن نصر في ذلك الماء الذي غسلت به. ودخولي حمام الجزارين ولم أعلم أن ريعه حبس على القصر الجديد، فبعد ذلك وجّهت قيراطا يشترى به زيت يوقد في القصر. وشربي الماء من الفسطاط، وذلك أنه فنى زادي فأقمت بالفسطاط ثلاثة أيام مالي غذاء إلا الماء، فأنكرت نفسي.

قال أبو عبد الله الخراط: فحسبك من افتقد من نفسه، في عمره كلّه، ثلاث خصال، فكيف بمن عمره كلّه تخليط.

قال الشيخ أبو الحسن الفقيه كان الشيخ أبو إسحاق يحب الماء البارد حتى لقد كان يشرب الماء المبرد (في الليالي). قال: فقال لأصحابه: أي شيء يبرّد الماء؟ قالوا له: الأزقاق السودانية. قال: فقال له أبو محمد ابن أبي زيد (الفقيه) عندي واحدة آتيك بها، فأتاه بها، فقال له: كم ثمنها؟ فغضب أبو محمد وقال: والله ما كانت إلاّ مرميّة في المخزن تقول أيش ثمنها؟ قال: فردّها عليه الشيخ أبو إسحاق، فقال أبو محمد عند ذلك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015