رياض النفوس (صفحة 1087)

قال: نعم. [قال]: وفي القرية الطيّب وغير الطيّب؟ قال: نعم. فقال له: يا أخي قم فلا سبيل إلى أخذ الزيت، فأخذ الرجل زيته ومضى.

واشترى الشيخ أبو الحسن بن الخلاف زيتا مع الشيخ أبي إسحاق، أظنّه اقتسماه، فبعد مدّة قال (له أبو إسحاق): بقي عندك شيء من ذلك الزيت؟ فقال له: نعم - أصلحك الله تعالى - بقيت عندي منه بطة، فقال له: أحب أن تولّينيها، قال أبو الحسن فتدبّرت ذلك، وقالت لي نفسي: هو أقدر على طلب الحلال منك لاشتهاره. وأدركني منه حياء، فقلت له - أصلحك الله تعالى -: ما تحضرني نيّة، فقال: نعم يا أخي لا تعطنا شيئا حتى تحضرك النيّة. قال: ثم عرقت عرقا عظيما حياء من الشيخ. وأقبل أهل المجلس ينظرون إليّ تعجّبا من إبائي على الشيخ، ثمّ خرجت وأنا مشغول السرّ، فأخذت في طلب الزيت لنفسي فوجدت زيتا عند قوم من أصول في أيديهم من أكساب طيّبة، وهم يزكّون، فاشتريت منهم.

وأصبحت بالبطة التي سألني فيها الشيخ أبو إسحاق، فدخلت عليه، فلما رآها قال: حضرت النيّة؟ قلت: نعم. قال: فكيف ذلك؟ قلت (150):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015