رياض النفوس (صفحة 1085)

شيء ما جاز، عناية من الله سبحانه.

ومثل هذه الحكاية كثير، [ف‍]- من براهينه في قميص لبسها فوجدها على جلده كالشوك، فاستقصى مشتريها على بائعها فوجدها فاسدة الأصل.

وكذلك في الضحية لما شوى من كبدها فمضغ منه بعضه فألقاه من فمه ثم استقصى عليها فوجدت قد بدّلت وعصمه الله تعالى وحماه وكفاه.

قال أبو سعيد القلال: كان عندي زوج فراخ فسمنا حتى كانا كالزبدة فذبحتهما ومضيت بهما إلى الشيخ / أبي إسحاق فأخذهما مني وقلّبهما في يده وتعجّب منهما. ثم قال لي: خذهما يا أبا سعيد ما طابت نفسي عليهما، فأتيت إلى الدار، فسألت زوجتي وولدي: ما كانا يأكلان؟ فقالا: كنا نطعمهما حبّ الزبيب الذي يطرحه النبّاذون.

قال أبو الحسن علي بن محمد الفقيه: أتى رجل مرة بتين أخضر إلى الشيخ أبي إسحاق فقال له: [أنت] تعرف - أصلحك الله تعالى - طيب اكتسابنا، وأصل رباعنا وقد أتيت بهذا التين فأحبّ أن تقبله، فأبى عليه من ذلك، فقال له - أصلحك الله تعالى - قد كان أبي يهدي إليك منه وتقبله منه، وهو قد صار لي ميراثا من قبل أبي والله ما غيّرت وما بدّلت، فأبى من قبوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015