رياض النفوس (صفحة 1084)

قال: فخرجت من عنده، وجئت إلى الذي أعرفه بالثقة، ممّن لا يشتري شيئا فيه شبهة، فسلّمت عليه ثم قلت له: ثمّ من ذاك شيء؟ وهي علامة بيني وبينه، فأخذ اللّوح / الذي فيه بيع يومه ونظر فيه ثم قال لي:

نعم، فقلت له: أحبّ أن آخذ منه، فترك حانوته وقام معي حتى انتهى إلى الذي باع منه ذلك الحلال الذي عرفه هو، فسلّم عليه ثم قال له: أين الذي بعت منك؟ فقال: ها هو ذا [معزول] فاخترت منه بحضرته وإذن المشتري بثمن درهم، ثم أخذته ومضيت به إلي دار أبي إسحاق فدخلت فسلّمت عليه ثم دفعته [له] وخرجت، فناقرني سرّي وقلت: والله لأخبرنّه ولا تقلّدت [ذلك] (له)، وذلك أنه قلّدني في ذلك وأنا المطلوب، والرجل الذي قلّدته أنا ذلك لم يفسّر لي من أين هو، ولا من أملاك من هو، ولا بيّن لي كيفية صحة الملك فيه، فسكتّ ذلك اليوم إذ لم أجد من الشّيخ فراغا، فلمّا عدت إليه قلت له - أصلحك الله عزّ وجلّ -: إني قد حصلت في عتاب بيني وبين نفسي وذلك أنك على طريق وقد ألقيت في عنقي قلادة، وكلّفتني حملا ثقيلا، فلما تذكّرت أن الأمر الذي أتولاّه عظيم [لا أقدر عليه].قلت: والله لأخبرنّه ولا تقلّدت هذا الأمر العظيم حتى أستأذنه. قال: فتبسّم الشيخ أبو إسحاق ثم قال: يا أبا سعيد لو كان فيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015