رياض النفوس (صفحة 1083)

فأخرجه، فخرج أبو القاسم إلى الأندلس، فوصل (إلى) الحكم، فرفع به وأدناه.

ذكر أنه قرأ عند الحكم أمير المؤمنين - رحمه الله تعالى - في إيوانه في سورة إبراهيم {وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ}.فلما انتهى إلى قوله عزّ وجلّ {وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ} نزل الحكم من فوق سريره - رحمة الله عليه - وهو يبكي وينتحب، وجثا بين يديه.

وكان الحكم يقول: ليس أشتهي من دولة الشويعي إلاّ أربعة: أبو القاسم ابن أخت الغساني المقرئ، وابن الصّيقل الشاعر، وابن الجزّار الطبيب، وابن القصطلية المغبّر. فأما أبو القاسم بن أخت الغساني وابن الصّيقل فقد وصلا إليه وأقاما عنده حتى ماتا. وأما ابن القصطلية وابن الجزّار فلم يصلا إليه.

وأما ورعه ونزاهته وحمايته من الشبهات فحدّث أبو سعيد قال: قال لي أبو إسحاق يا أبا سعيد أيصاب الفقوس؟ فقلت له: نعم. قال: فخذ لنا منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015