رياض النفوس (صفحة 1061)

وفيها توفي:

266 - أبو حفص عمر بن عبد الله بن يزيد الصدفي (*)

الإمام المتعبد. رحمه الله تعالى. توفي بمدينة سوسة.

كان ممن طلب العلم وجالس العلماء، سمع من أحمد بن أبي سليمان وغيره، ثم اعتزل ولزم العبادة. وكانت له [في] كلّ ليلة ختمة ثم زاد فهمه، فكان لا يكاد يبلغ النصف حتي ينفجر الصبح، تأوها وتدبرا وحنينا وغزر دمعة.

قال أبو الحسن الزعفراني: كنت إذا رأيت أبا حفص علمت أنه من أهل اللّيل قد أخلق السهر وجهه.

وكان قد سكن قصر ابن الجعد فكان في ركن منه، وأبو عبد الله ابن دارة في الركن الثاني، وأبو الفضل الغدامسي في الركن الثالث، وأبو عبد الله ابن سعدون في الركن الرابع، فكانت أركان القصر تدوي بالقراءة اللّيل كله، وبالبكاء تارة، وبالنياحة تارة، وهم من أركان القصر يتجاوبون.

وكان من شأنه إذا تكاثر الناس بالمنستير، أيام الموسم، [أن] يخرج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015