الدعاء لنفسه وللفتى، واجتهد في التضرّع والبكاء، وعادت على الفتى بركة ذلك الدعاء، فحسن منه الحال، وصار إلى غاية التصوّن والكمال.
ولما احتضر - رحمة الله عليه - وأغمي عليه أفاق من ذلك وأقبل يقول لمن حوله: أين أنا؟ فقيل له: في بيتك، فيقول: ليس هذا بيتي، هذا بيت من فوقه غرف، ثم أغمي عليه بعد ذلك، ثم أفاق وهو يقول: لمثل هذا فليعمل العاملون، ثم احتضر [وهو] على ذلك، رحمة الله عليه.
وفيها توفي:
265 - إبراهيم المتعبد (*)، رحمة الله عليه.
كانت له زوجة متعبدة يقال لها «نصرة» وعنده بنات. وكان يطحن للناس في بيته، ومنه كان قوته. وكان يقول: سألت الله عزّ وجلّ ليلة يميتني أن يبيت بناتي بلا عشاء حتى لا أترك لبناتي عدّة من الدنيا إلاّ الله عزّ وجلّ.
ويشبه فعل هذا الرجل [في أهله] ما قاله بعض الصالحين:
/ إن الذي فوّضت إليه أمري ... هو الذي خلّفت في أهلي
لا عدموا فضل إلهي الذي ... أفضاله أعظم من فضلي