رياض النفوس (صفحة 1062)

إلى سوسة - لما اشتهر أمره - وكانت له بها زوجة، فيقيم بها، ويلبس ثيابا جميلة، ويتزيّى بزيّ حسن لا يشبه (زيّه)، ويتصرف (في) الأسواق كتصرف التجار، ليخفي بذلك حاله ويستر [أمره و] فضله، ولا يعرفه من يراه بهيئته تلك / إذ المعروف غير ذلك من لبسته وهيئته. قال أبو علي الحسين ابن سعدون الورّاق المتعبد: فيجتمع الناس بقصر ابن الجعد للسلام عليه، ويتكاثرون على باب بيته تبركا به وبرؤيته، ويبحثون عنه رغبة في بركة دعوته فلا يجدون أحدا وهو بينهم بسوسة يتصرف ولا يفطن له ولا يعرف، فإذا انقضى الموسم عاد إلى بيته في القصر ولبس ما اعتاد لباسه من الخشن.

رحمة الله عليه.

وكان مجاب الدعوة:

ذكر عنه أنه رأى ليلة القدر. وكان قد عرض له في ركبته داء منعه من المشي إلاّ بالعصا وإذا وقف في الصلاة كانت معلّقة عن الأرض، وكان الناس يخوّفونه منها، قال: فخررت ساجدا في تلك الليلة وسألت الله عزّ وجلّ أن يهب لي العافية فيها، فبرئت وزال منها الألم.

قال: وظهر لي إبليس فقال لي: كم بالله بالله وكم هذا الجدّ والاجتهاد، فقلت له: أتراك يا عدو الله ناجيا من عذاب الله تعالى إذا عذّبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015