عنه) قال في كتاب الزهد: ترك الحلال أفضل من أخذه وإنفاقه في طاعة الله تبارك وتعالى.
وكان أبو إسحاق السبائي إذا ذكر أبا الفضل يقول: ذلك سيّد العابدين، أخبرني بشيء ما اطلع عليه إلاّ الله عزّ وجلّ.
قال أبو محمد الحسن: قلت لأبي محمد الجبيّ: ما هو؟ قال: زعموا أن أبا إسحاق السبائي أراد الرحيل من القيروان ولم يخبر أحدا، هروبا من سلاطين البلد في [ذلك] الوقت، وكان ذلك في نفسه، فأرسل إليه الغدامسي من المنستير: لا تتحرّك فليس للقوم إليك طريق.
قال أبو الربيع سليمان بن خلف التجيبي: سمعت رجلا في مجلس الغدامسي وهو يقول: بمنّك القديم وفضلك العظيم إلاّ ما غفرت لنا، فقال له الغدامسي:
أتدري ما منّه القديم وفضله العظيم؟ فقال له الرجل: أخبرني - أصلحك الله تعالى - فقال: سمعت أبا جعفر / أحمد بن أبي خالد الدباغ يقول: سمعت عيسى بن مسكين، أو عنه، الشك من أبي الربيع، وهو يقول: منّه القديم:
أن جعلك في اللّوح المحفوظ مسلما، وفضله العظيم: أن جعلك من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
قال عبد الرحمن بن محمد: سمعت أبا الفضل يقول: ثلاث تنبت النفاق في القلب كما ينبت الزرع على شط الفرات: المنكر، والاختلاف إلى أبواب السلاطين، واستماع الغناء.