رياض النفوس (صفحة 1056)

فقال: أنا عبد - وأظنه قال: مولاي أبو بكر بن أبي عقبة -، فقال:

مالك؟ فقال له: مولاي يطهّر اللّيلة أولاده وقد صنع طعاما واسعا للناس وبعث بجميع ما في هذا الخرج إليك وقال لي، وأشهد الله تعالى [عليه] وكلّ من حضر عنده من العلماء والصالحين، إن أكل أبو الفضل اللّيلة من هذا الطعام شيئا فأنت حرّ وزوجتك وأولادك أحرار لوجه الله الكريم وابتغاء ثوابه العظيم، فسرّ أبو الفضل بعتق الغلام وأولاده [وزوجته]، وازداد إيمانا ويقينا حين آتاه الله عزّ وجلّ في الساعة التي آثر فيها على نفسه هؤلاء المرابطين (رضي الله عنهم) بما لم يكن في (ظنه) ولا في يقينه، ثم بالعتق للغلام وأولاده وزوجته.

وذكر قوم بحضرته / الدنيا وأهلها وما بلغت (إليه) مكاسبهم وأن قوما كسبوا عشرة آلاف وأربعين ألفا، والشيخ ساكت، فقال له قائل منهم - أصلحك الله تعالى -: تحب لو كان لك هذا المال فتصرفه في وجوه البرّ؟ فقال: لا أحبّ ذلك، وإن ذلك الحجر الذي أطلع عليه إلى الدكان خير عندي منه، لأن الحجر ينفعني [وذاك لا ينفعني].

قال أبو الحسن: وكان في هذا متّبعا للعلم، لأن سحنون (رضي الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015