رياض النفوس (صفحة 1043)

وفيها توفي:

262 - بشير (*)

بالمنستير ودفن بها. رحمه الله تعالى.

كان متقللا من الدنيا، وأكثر عيشه بقل البرية.

قال خلفون التونسي: سألني رجل من أهل الدنيا أن أمضي معه ليراه، فمضيت معه، وكان الرجل الدنيوي طويلا جسيما. قال: فدخلنا إليه وباب النوالة قصير لا يدخله الإنسان إلاّ منحنيا، فجلسنا عنده ساعة، فأخرج الرجل دراهم فسأله قبولها، فقال له بشير: لا حاجة لي بها انها تبتخس عندي من هواء البحر، فقال له الرجل: لا بدّ من قبولها، فوضعها بين يديه.

ثم قام ليخرج، فانحنى من قصر الباب، فأخذ بشير الدراهم فوضعها على ظهر الرجل وهو منحن (قال خلفون): فأشفق الرجل إن خرج أن تتبدّد الدراهم إن قام فبقي منحنيا وقال لي: خذ الدراهم من على ظهري، فأخذتها وبشير يضحك من فعله وخوفه عليها.

وقال خلفون: ذبح الأعرج يوما شاة - وكان أمينا على المنستير - فقال لي: يا خلفون امض بربع هذه الشاة إلى بشير، فمضيت إليه فوجدته قائما على باب نوالته، فلما رآني وضع يده على أنفه وقال لي: إليك يا خلفون الجيفة معك، / اذهب عني، قال: فمضيت بالربع في يدي ولم يقبله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015