رياض النفوس (صفحة 1042)

الظهر، فأوجز في صلاته وسلّم، [فلما سلّم] ردّ وجهه إليّ وقال لي: الأمر الذي جئتني فيه قضى فيه ذمام الأطرابلسي. قال: فقلت له: وما هو - أصلحك الله -؟ فقال: جئت في أمر المرأة؟ فقلت له: نعم. قال:

ولقيت أحمد الأطرابلسي فدعا لها؟ فقلت له: نعم. فقال: قد عوفيت في ذمام أحمد. قال أبو عبد الله: ثم مضينا فصلّينا الظهر ثم مضيت إلى عند زوجتي، وقد تركتها مقعدة، فوجدتها قائمة تصلّي. فعجبت - والله - من هذا عجبا عظيما. ثم أصبحت فأتيت إلى الشيخ أبي الحسين، فقلت له:

سألتك بالله (تعالى وتقدّس) ما هذا؟ وكيف كان الأمر؟ فقال لي: يا هذا [إنما هو] نور يجعله الله تعالى في القلوب / فينطق من يشاء كما يشاء، ويسكت من يشاء كيف يشاء. ثم أنشد أبو بكر بن عزرة:

وما أنا بالمستنكر البين [إنني] ... بذي لطف الإخوان قدما مفجع

حديثهم في كل حيّ ألفتهم ... إذا أنفس عزّوا عليّ تصدّعوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015