قلت لك القائل هذا. قال: فانصرف معي جوهر ودفع إليّ الدنانير.
(قال): فلما صرت في سقيفة القصر قام إليّ البوابون وأرادوا أن يأخذوا منّي مما أعطاني، فلما رأيتهم ضيّقوا عليّ صحت: يا أبا الحسن جوهرا، فجرى إليّ وقال لي: مالك يا مؤدب. وزجر البوابين عنّي، فخرجت بها.
قال الشيخ أبو الحسن (الفقيه): فصرّ الدنانير في صرّة وقال (لنا):
هذه إنما أخذتها لأستعين بها على هدم قصرهم نعطي لكل رجل ربع درهم.
قال: فكان يسأل عن الصرف فإذا أخبروه أنه زاد ربع درهم فرح وقال:
زادني في الهدّامين رجلا، فلما أن توفي - رحمه الله - وجدت الصرّة / في صندوقه (على حالها) وعليها مكتوب: «هذه دنانير أخذتها من ابن باديّة تصرف أرباعا ويعطى لكل رجل ربع درهم لهدم قصرهم».ولم يمس منها شيئا.
قال الشيخ أبو الحسن رحمه الله: وكنا عنده يوما في مسجد (ابن) خيرون (ونحن) نقرأ عليه حتى وثب قائما وقال: قوموا معي، قال الشيخ