رياض النفوس (صفحة 1034)

مؤدب، فقلت: لماذا؟ فقال: أمرنا بتقييدك، قال: فمددت رجليّ، فلما أن قربت منّي الأنكال دخل عليّ فتى جميل الوجه طيب الرائحة وقال: تنحوا عن الشيخ، وصاح عليهم، فقلت له: من تكون؟ (فقال: أنا جوهر) فقلت له: أنت جوهر المذكور في مجالس العلماء والصالحين. وقلت في نفسي: باللّعنة؟ فقال: نعم. فزالوا عنّي. ومضى بي، فأدخلني عند مؤدب ولده، ومضى يستأذن عليّ، ثم أقبل فأخذ بيدي وأدخلني على (ابن) بادية، وهو معدّ، وكذلك كان يسميه المؤدب، فلما أن دخلت عليه في إيوانه وهو جالس على / سرير ملكه ورأيته، أقبلت وأنا ألعنه وأدخلت يدي تحتي وأنا أعقد السفافل وأقول في نفسي: ابن بادية هذه في عينك، هذه في قلبك.

قال: فلما أن قربت منه قال لي: يا مؤدب، بما استحققنا الشتم منك تشتمنا وتعلننا [قال]: فقلت له: على ابن خيرون قرأته وتصاممت له.

وأريته إنّما سألني على من قرأت. قال: فكرّر عليّ الكلام ورفع صوته وقال لي: بلغنا أنك تشتمنا وتطعن علينا، فقلت له: القرآن قائل هذا، وحوّلت ظهري وقلت له: من هاهنا يؤخذ الحدّ، ولم يدر ما تحت ذلك. ثمّ أمر لي بعشرة دنانير وصرفني وقال لي: يا مؤدب لا تعد. قال: فقلت له: القرآن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015