رياض النفوس (صفحة 1036)

أبو الحسن: فخرجت أنا وأبو الحسن ابن الجزيري وأبو عبد الله بن الأندلسي و (من) (62) كان معنا، فوقف وقال: إذا قلت قولا وفرغت منه فقولوا:

آمين، ولا تختلف أصواتكم، فقلنا نعم. فصاح بأعلى صوته وحوّل وجهه إلى جهة صبرة وقال: اللهم العن ذا الأمير الصنعاني. (ثم) (62) قال: : قولوا:

آمين. قال: فعالجنا أن تتفق أصواتنا فلم نقدر، فنزق علينا، ثم قال: اللهم العن ذا الأمير الديصاني فما اتفقت أصواتنا إلاّ عن جهد وشدّة. قال:

(ثم) أخذ عصاه وجاء إلى العمود الذي في المجنبة، فأقبل يطعن فيه بعصاه وهو يقول: ابن باديّة هذه في قلبك، هذه في بطنك، هذه في عينك. قال:

وهو في جهد حتى عرق عرقا عظيما، ثم دخل (إلى) (62) المسجد فجلس وجلسنا حوله وهو يلهث ويقول: الحمد لله ... الحمد لله

قال الشيخ / أبو الحسن: ومرض مرضة شديدة أشفى فيها على الموت.

قال: فأروا ماءه لابن الجزار الطبيب - وكان ابن الجزار على خلاف السنّة - فلما رآه قال: ليس يغلق الخمسة أبدا، هو ميّت، فلما رجع الرسول من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015