رياض النفوس (صفحة 1032)

نحن ننال من ضربه مثل ما نلت أنت، فقال لهم: دونكم، فقاموا إليه، فضربه كل واحد منهم ما قدر عليه، فلما لم يبق منه مفصل صحيح أخذوه بيد ورجل فرموه في الزّقاق /، فمرّ به حمّال، فسألوه أن يحمله في القفة، فأتى الناس (إلى) الهواري فقالوا له: هو عند السلطان من حاله ومن شأنه [كذا وكذا]، فنخشى أن تمتحن على يديه، ولكن امض إلى فلانة الحرة، ولا سيما ابنها عندك في الكتاب، فقال لهم: أحسنتم وأصبتم، فصاح بالصبيّ ولد الحرّة وقال له: كلّما أقول لأمّك شيئا فصدّقني عليه، فقال: نعم.

فمضى بعكازه إلى دار الحرة، فضرب الباب، (وقال: الهواري)، فخرج إليه والد الصبيّ فقال له: ما قصتك يا مؤدب؟ فقال له: الحرّة لا بدّ لي منها، فأذن له في الدخول، فدخل عليها، فقالت له: ما شأنك يا مؤدب؟ فقال لها: أتى فلان إلى كتّابي فعارض الصبيان في الفساد، فإن كنت لم تصدقيني فيما قلت لك فسلي الصبيّ يخبرك، فقال الصبيّ: نعم سألني في الفساد، فقالت: هذا الفاعل الضائع عليّ به، فأتي به إليها، فأمرت بضربه بالخطور (- يعني المطارق -، فضرب) (25) حتى أشرف على [الموت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015