رياض النفوس (صفحة 1031)

ثم كانت سنة سبع وأربعين وثلاثمائة

وفيها توفي:

259 - أبو بكر يحيى بن خلفون المؤدب الهواري (*)

كان من أقرإ أهل زمانه. وكان فاضلا. رحمه الله.

وكان قد ابتلي برجل مشرقي يقف بإزاء كتّابه فيسبّ أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - لينكيه بذلك ويغيظه، فلما أكثر عليه من ذلك قال لصبيانه: إذا أقبل فأخبروني، فلمّا أقبل أخبروه، فقام فاستخفى في زاوية من زوايا الكتّاب وقال لهم: إذا وقف وسبّ فابتدروه وأدخلوه الكتاب، فلما أقبل على العادة وثب عليه الصبيان، فأدخلوه الكتاب وجعلوا رجليه في الفلقة، فلما فعلوا ذلك قال لهم الهواري: ارفعوا أصواتكم بالقراءة، وقفوا بالباب وارفعوا ألواحكم، ففعل ذلك الصبيان وأقبلوا يصيحون لكيلا يعرف أحد بذلك، ثم ضربه المؤدب ضربا عظيما حتى أدماه وضربه الرأس والظهر، فلما أعيا (وكلّ) قام إليه الصبيان (فقالوا) له: يا مؤدب قد نلت أنت سهمك من ضربه فدعنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015