رياض النفوس (صفحة 1030)

من الكتب، ولم يسلم منها إلاّ الثلث الذي كان عند [ابن] أبي زيد.

قيل: إن أهله اشتروا له جارية وزيّنوها وأدخلوها عليه، فلمّا كان الليل أخذ في الكتاب، فكتب اللّيل كلّه ولم يلتفت إليها، وأقام على ذلك نحوا من شهر، فلمّا طال ذلك على الجارية، قالت له: إن كنت لا تصل إليّ وليس لك فيّ غرض فبعني. فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا جاريتك فلانة. فقال لها: أنا ما اشتريت جارية، ولكن امضي إلى الذين اشتروك يبيعونك، ففعلت ذلك. فلم يتزوج ولم يتسرّ إلى أن مات. قال أبو بكر ابن عبد الرحمن: فأقام على ذلك حتّى مات، وبه نال ما نال.

وذكر عنه انه انتظر يوما رجلا في حضور السماع، فطال الانتظار، فقال له أبو القاسم الفزاري الشاعر: - أصلحك الله - حضرني بيت من الشعر، تسمعه إن شئت؟ [فقال: نعم]، فأنشده:

مثل جرى في النّاس ليس بقاصد ... جوع الجماعة في انتظار الواحد

/ قال: فقال: أنزلوا الرزمة واقرؤوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015