رياض النفوس (صفحة 1015)

فرني، فأكلنا، فلما انصرف أبو عبد الله قلت له: أكنت معه تحت وعد؟ فقال: لا والله، ولكن أقمت ثلاثا لم أطعم، فسألت الله تعالى أن يسدّ جوعتي / ويرزقني من حيث لا أحتسب. قال أبو عبد الله: ثم اجتمع بي أبو محمد الخياط فقال لي: أكنت مع الشيخ في وعد؟ فقلت: لا والله إلاّ أن عجلة جاءتنا من القرية، فذبحناها وعملنا منها للشيخ ما يأكل.

قال أبو محمد الخواص: اشتهى أبو علي لحما بإطرية، قال: وذكر ذلك لمن حوله، فلما فرغ من ذلك إذا بامرأة في يدها طاس عليه منديل لطيف، وهو مملوء بلحم وإطرية ومعه خبز سخن، فجعل بين يدي الشيخ أبي علي، فقال: سبحان الله، وأخذ الطاس. (قال): فقلنا للمرأة: من وجّه معك بهذا (الطاس)؟ فقالت: رجل أعطانيه في رأس هذا الزقاق وقال لي: امضي به، فادفعيه إلى الشيخ، وما أدري (من هو).

وقال مرّة لرجل مرشا، في شيء نازعه فيه من أبيات شعر، ثم استدرك وقال: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وقال للرجل: لا بدّ لك أن تقول لي مثلما قلت لك، فكبر ذلك على الرجل، فلم يزل به حتى قال له مثلما قال،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015