رياض النفوس (صفحة 1016)

فحينئذ طابت نفسه وحمد الله تعالى على ذلك.

ومن قوله في الشعر، ما أنشده الفقيه [أبو عبد الله] الأجدابي قال:

أنشدني أبو محمد عبد الله بن نصر الخياط قال: أنشدني أبو علي (النحوي رضي الله عنه):

مراض من الأشواق تحيا قلوبهم ... بذكرك بل كادت إليك تطير

/ يضيء ظلام اللّيل نور قلوبهم ... فهم للّيالي المظلمات بدور

لهم طرق كانت إلى الله سهلة ... وهنّ على من لا يحب وعور

يناجيك بالشكوى دخيل ضميرهم ... وأنت بشكواهم لديك خبير

هم القوم لا يلهيهم عن مليكهم ... أعاليل دنيا للفناء تصير

وكتب إلى بعض إخوانه يعرّض له بشيء:

من كان يبغي الذلّ في نفسه ... فليطلع الناس على فقره

ما للفتى إن عضّه دهره ... معوّل أحسن من صبره

فلما قرأ البيتين دخل عليه فوجده جالسا، وعليه فرو خلق قديم، وهو مكشوف الرأس فخلع عليه ثوب كتان جديد، وجبة شرب عجيبة رقيقة، ومنديلا (جديدا) وسراويل طرنيا، وجعل بين يديه صرّة فيها مائة درهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015