رياض النفوس (صفحة 1014)

قال عبد الله / وكنت جالسا عنده حتى دخل عليه رجل، فشكا إليه فاقة، فنزع جبّته، فرمى بها إليه، وبقي عريانا في مئزر خلق (من) صوف، فقلت له: هذا مرفوع عنك، أنت في فاقة وليس لك من الدنيا شيء، فقال: اجلس يا خيّاط ليس نصلّي حتى يأتي ما هو خير إن شاء الله تعالى، فبعد ساعة دخل عليه رجل ومعه غلامه يحمل رزمة فيها جبّة شرب رفيعة مستعملة، ومنديلا مهلبيّا جديدا (ومئزرا جديدا)، ودفع إليه صرّة فيها نفقة، فقال (له: الرجل): يا سيدي أحبّ أن تقوم على رجليك حتى ألبسك بيدي، ففعل ذلك وكساه الجبّة، وجعل المنديل على رأسه، وشدّ المئزر في وسطه، ثمّ انصرف. فقال لي يا خيّاط: أعطيناه جبّة خلقة فعوضنا [جبّة] جديدة ومنديلا ومئزرا ونفقة كثيرة.

(قال): ورأيت مرّة الجوع في وجهه، وقد أقام ثلاثة أيام لم يطعم [شيئا]، فأردت الانصراف، فقال لي اجلس حتى نتغدّى، فما كان بأوشك [من] أن دخل أبو عبد الله الرعيني المتعبد بسكباج وخبز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015