ذكر الأجدابي الفقيه عن أبي محمد عبد الله بن نصر الخيّاط انه كان يقال: إن أبا علي المكفوف يعرف اسم الله الأعظم. قال عبد الله: فكنت إذا سألته [أن] يعلّمنيه يتناعس لي، فلما ألححت عليه قال لي: لا أفعل، فقلت له: لم يا سيدي؟ فقال: لأنك لا تقوى على حمله [علّمته] مرة لإنسان، فمات وهو شص.
قال عبد الله بن نصر: وقلت له - أصلحك الله - أردت سكنى المنستير؟ فقال لي: لا تفعل، فقلت له: ولم؟ فقال: كان أندلسي من طلبة سحنون بن سعيد - رضي الله عنه - فقال له: أردت سكنى المنستير؟ فقال له: لا تفعل، فإن الذي أنت فيه أولى. قال: ثم قال سحنون: إن سكنته فاجتنب أربعا: لا تجلس في السقيفة، ولا تأخذ مزرعة ولا جنانا، ولا تأخذ صدقة، ولا تكن لهم أماما. قال: ثم فسّرها أبو علي فقال: أما السقيفة:
فهي سوق الخسارة، ومن أخذ مزرعة أو جنانا لزمه أن يذب عنهما في كلّ أمر من لوازم الحصون، وأما الصدقة: فهي أوساخ الناس، وأما الإمام:
فإنما يعني المتولّي لأمورهم كالأمير وشبهه.