رياض النفوس (صفحة 1009)

(قال): وعزم الشيخ على الخروج، وكان (عليه) فرو مقلوب، قلبه من جرّاء إصابة فيه، فقلت له: بهذا الفرو المقلوب تخرج إلى جوهر؟ (قال):

فقال لي: ما أقلّ حياءك من الله تعالى، قمت به بين يدي الله عزّ وجلّ وتقول لي اخرج بغيره إلى جوهر، ثم خرج إلى جوهر / واجتمع به واعتذر له بأعذار كثيرة وجرت بينهما مراجعات طويلة، فقبل جوهر أعذاره وقال له: أنا أجتمع بمولاي وأحمل عنك هذا الأمر، وأرجع إليك بما يكون في ذلك، فلما كان عند السحر عاد إليه وقال له: قد اجتمعت بمولاي وأخبرته بأعذارك، فعذرك وشقّ عليه إذ لم يجتمع بك، وهو يقرأ عليك السلام ويسألك في الدعاء، فقال له: قل له: أصلحك الله للمسلمين وأصلح جميع قضاتك. ولم يزده على ذلك.

وقيل انه، إذ كان حاكما، فكان في أيام الموسم وقدوم أهل القيروان إلى الرباط - يجلس في القبة التي يؤذن فيها، في جامع سوسة، وكانت تشرف على أبواب البحر، فإذا رأى رجلا معه حدث أمر بأن يؤتى به، فإن كان الصبي من الرجل [مثل] أبيه أو قرابته تركه، وإن استرابه منعه من التصرف به.

قال أبو الحسن اللّواتي الفقيه: إنّ الحسن ردّ شهادة رجل وأسقطه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015