وروي عن عمر -رضي اللَّه عنه-: أنه قال: اللهمَّ قد رَقَّ عظمي، وانتشرت رعيتي، فتوفَّني غيرَ مقصّرٍ، ولا عاجِزٍ (?).
قال الإمام: وقد يُشكل في هذا الموضع أن يقال (?): إذا كان الجهاد طاعةً، فتمنِّي الطاعةِ كيف يُنهى عنه؟! قيل: قد يكون المرادُ بهذا: أن التمني رُبما أثار فتنة (?)، وأدخل حسرة إذا تُسِّهل (?) في ذلك، واستخفَّ (?) به، ومن استخفَّ بعدوه، فقد أضاعَ الحزمَ، فيكون المراد بهذا؛ أي: لا تستهينوا (?) بالعدوّ، فتتركوا الحذرَ والتحفُّظَ على أنفسكم، وعلى المسلمين، أو يكون المراد: لا تتمنوا لقاءه على حالة شك في غلبته لكم، أو يخاف منه أن يستبيح الحريم، ويذهب الأنفس والأموال، أو يدرك (?) منه ضرر (?)، ثم أمر -عليه الصلاة والسلام- بالصبر عند وقوع الحقيقة، فإن مَنْ صَبَر، كان اللَّهُ