إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (?).
وتمعّن كيف جعل الله الصلاة «تصوغ أخلاقنا»!
إنها ليست مجرد حركات وسكنات وألفاظ، بل إنها تربّينا، إنها تهذّب سلوكياتنا، كما وصف الله الصلاة بقوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (?).
ولذلك فإن المرء إذا كان متهتك الأخلاق فهو لم يصلّ حقيقةً، وإن زعم أنه يصلي، ولذلك قال الإمام ابن تيمية: «فإن الصلاة إذا أتى بها كما أُمر نهته عن الفحشاء والمنكر، وإذا لم تنهه دل على تضييعه لحقوقها» (?).
ومن عجائب عبودية الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم - أنهم لم يكونوا يعتنون بإقامة الصلاة فقط، بل كانوا يلجؤون إلى الله ويتضرعون إليه أن يعينهم ويمدهم ويقويهم على الصلاة.