مكثت قليلاً ثم عاودت الاتصال، وسألت والدتي: أنت متأكدة من الخبر؟
قالت: هاهم أهله يبكون يا وليدي، الله يرحمه.
ودّعت الوالدة مرةً أخرى، وأغلقت الهاتف، وبقيت في مكاني لا أعرف ماذا أصنع ..
ثم اتصلت بشقيقه، فلما رد علي وسمعت صوته المتهدج، دب إلي اليقين.
وسألته: أبو عبدالكريم .. ؟
فقاطعني وقال بصوت ممزوج بعبرات متكسرة: أبو عبد الكريم يطلبك الحل.
أدرت محرك سيارتي متوجهاً لمنزله خارج الرياض، وذهبت في نفر من أهله إلى مغسلة الموتى التي سيغسل فيها.
انتظرنا سويعةً، وحين فرغ المغسل أذن لنا بالدخول، وكشف لنا عن وجهه، فسلمت عليه، وقبلت بين عينيه، ودعوت له، ولم أملك نفسي حينها أن قلت: ما أطيبك حياً وميتاً يا أبا عبد الكريم ..