ولما حان موعد الغداء أيقظته وتناولنا الغداء سوياً، ثم جلسنا نتجاذب أطراف الحديث فأثار مسألة (صلاة الجماعة للمسافر)، وطلب مني كتباً عن هذا الموضوع ..
فصعدت لمكتبتي وأتيت بجزء الصلاة من فتاوى ابن باز التي فرِّغت من نور على الدرب، وفتاوى ابن عثيمين التي جمعها الشيخ فهد السليمان ..
قرأنا المسألة التي أرادها، ثم استأذن وغادر ..
هذا كان يوم الأربعاء، وفي يوم الجمعة الذي يليه اتصلت بي والدتي تقدم لي خبراً على التدريج، فقالت لي: أبو عبدالكريم، يا وليدي، الحمدلله على قدره، جاءه حادث.
ثم سكتت.
سألتها: وفي أي مستشفى هو الآن؟
فقالت لي: توفي، الله يرحمه ..
صمتُّ برهةً، وودعت الوالدة وأغلقت الهاتف، كل الذي دار في خلدي تلك الساعة أن الوالدة أتاها الخبر بشكل خاطئ، وأن أبا عبد الكريم قطعاً لم يمت.