إنه بكل اختصار «آية» من كتاب الله كادت تذهب بلبّي وأنا أقرؤها، فكل ما أعرف من رحمة الأبوة والأمومة بأطفالهم فإنه سيذهب بها هول لحظة مشاهدة النار يوم القيامة، فيتمنى الأب العطوف والأم الحنون أن يتخلصوا من هذه النار حتى لو أرسلوا فلذات أكبادهم إليها، يقول الحق تبارك وتعالى في مشهد مرعب: ... {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} (?).
هل نتخيل أننا سنقابل في ساعة قريبة ناراً عظيمة مخيفة تطيش أمام زفيرها عقولنا حتى يتمنى المرء أن يفدي نفسه منها بإرسال أبنائه وبناته إليها؟ إنه خبر الله سبحانه: {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ}!
يا الله، يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب! اللهم .. السلامة السلامة من هذه النار التي أذهبت عقل الوالدين من شدة أهوالها حتى نسوا أغلى الناس إليهم، بل تمنوا أن يكون أولادهم مكانهم ويتخلصوا منها!