صفحة فارغة
هَامِش
فوحق الْحق لَيْسَ معتمدي فِي رد قَاعِدَة الْحسن والقبح على مَا ذكره الْمُتَأَخّرُونَ من الْوُجُوه الْعَقْلِيَّة مِمَّا قد ذكر المُصَنّف بعضه، فَإِن ذَا الْحجَّاج بسبيل من المضايقة فِيهِ - على مَا يكثر تعداده من آي إلهية، وَأَحَادِيث نبوية تَنْشَرِح لَهَا الصُّدُور، وتفرج بهَا مضايق الكروب.
فَإِن قلت: قد علم مَذْهَب أهل السّنة فِي إبِْطَال الْحسن والقبح العقليين فَمَا الْمَعْنى بالعبارات الْوَاقِعَة فِي كَلَام بعض فُقَهَاء أهل السّنة من تَحْلِيل وَتَحْرِيم بِالْعقلِ؟
قلت: قد قدمنَا أَنه لَا يُنكر أحد أَن الْعقل مدرك، وَرُبمَا أدْرك الحكم الشَّرْعِيّ بِالْقِيَاسِ، أَو أدْرك دُخُول الْفَرْع الْخَاص تَحت الْقَاعِدَة الْكُلية، فَقيل فِيهِ: عَقْلِي لذَلِك، لَا لِأَن الْعقل الْحَاكِم فِيهِ كَمَا تَقول: الْوتر يصلى على الرَّاحِلَة، [وَمَا يصلى على الرَّاحِلَة] سنة.
قَالَ: سنة بِالْعقلِ، أَي: بِمَعْنى إِدْرَاك الْعقل النتيجة، لَا جعله الْوتر سنة.
وَمن هَذَا الْقَبِيل: أَن الشَّافِعِي - رَضِي الله عَنهُ - أطلق القَوْل فِي " الْمُخْتَصر " بتعصية الناجش، وَهُوَ: الَّذِي يزِيد فِي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...