وشاع عنه الارتشاء ثُمَّ أضيفت إِلَيْهِ الوزارة فِي جمادى الأولى سنة خمس وخمسين لما مات الفائزي.
واستناب القاضي شمس الدين ابن خلِّكان فحكم بالبلاد المصرية مدة نيابة، وصارت أكثر الثبوتات والتعلقات: مَنوطة بِهِ، وَكَانَ صرف البدر بعد الرجوع من وقعة عين جالوت وسَلْطَنة الظاهر بيبرس وذلك فِي سنة تسع وخمسين، فقبض عَلَيْهِ وعوق القلعة، ثُمَّ أفرج عنه واستقر عوضه تاج الدين ابن بنت الأعز، ولزم بيته بطّالاً إِلَى أن مات وهو عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من الرياسة، وحج وجاور بمكة وحصل لأهل البلد والمجاورين بِهِ نفع كثير.
ويحكي من مكارمه ورياسته أشياء معجبة، وذكره مُصَنَّف نَجم المهتدي فقال: تَفَقَّه ببلاد الشّرق ورَحَلَ إِلَى بغداد وغيرها، ثُمَّ لما استقر الصالح أيوب فِي مملكة مصر رَحَل إِلَيْهِ فتَمكَن منه تَمكّنَ الروحِ من الجسد، وَكَانَ جميل الأخلاق، كريم النفس، كثير المروءة والفتوة، وَكَانَ يتعصب للأشاعرة، ويغض من الحنابلة.
وكانت وفاته فِي رجب سنة ثلاث وستين وستمائة.
ذكر ابن مسدي فِي ترجمة أبي المكارم عبد الله بن الحسن الدمياطي: أنه كَانَ يلي القضاء والخطابة والتدريس بدمياط مدة حَتَّى ولي البدر السِّنْجَارِي فعزله عن بلده وتعرض لما فِي يده، فَقَدِمَ مصر متوجهاً بِذِي الجاه، فلم يجد عن بذل المال مَنْجَاة، فأعطاه مَا طلب منه وَلَمْ يرض عنه، بل كدّر مَسَرته وسدّ ميسرته، وتوفي عَلَى تِلْكَ الحال.
يوسف بن خالد بن نعيم بن مقدم بن محمد بن حسن بن علَيم بن محمد بن علي جمال الدين البساطي المالكي من المائة التاسعة ولد فِي حدود الأربعين وسبعمائة وتفقه عَلَى أخيه، وَعَلَى شيخ المذهب خليل بن إسحاق، ويحيى الرهوني، وابن مرزوق، ونور الدين الحلاوي، وسراج الدين عمر بن عادل الحنبلي، أخذ عنه العربية والحساب. والشيخ محمد الكلائي، والشيخ تاج الدين القروي وغيرهم.