خَلاّد النائب بالجيزة، وولدا وَلي الدولة ابن العرفي، وولدا إبراهيم بن مسلم، وأبو الحسن خلف بن عمار، وأبو البركات عبد المنعم بن طاهر وأبو الفتح يحيى بن حسين، وأبو المنجا سالم بن عبد الغالب.
يوسف بن الحسن بن علي بن عبد الله الزّرزاري الكَردي المعروف بالسِّنْجارِي بدر الدين أبو المحاسن شافعي من المائة السابعة.
ولد سنة تسعن وخمسمائة، واشتغل قليلاً حَتَّى كَانَ من أعيان بلاده رياسة وحِشمة وجوداً، وَقَدْ سِنْجَار فِي شُبُوبيته فاتصل بالأشرف موسى، فلما ولي مملكة دمشق ولاّه بعلبك وغيرها، وَكَانَ كثير التَّجَمُّل فِي مَجلسه ومَلْبَسه وَمَرْكَبه بحيث يضاهي فِي ذَلِكَ أكابر الوزراء.
ثم رجع إِلَى بلاده وفوض إِلَيْهِ قضاء سِنْجار، فلما كَانَ بَيْنَ الصالح نجم الدين أيوب والخوارزمية مَا كَانَ، نازَله صاحب المَوْصِل بِسِنْجَار، فأنزل الصالح القاضي بدر الدين من السور وذهب إِلَى الخوارزمية واستمالهم وَوَعَدهم ومَنَّاهم إِلَى أن أنجدوا الصالح صُحبة ولده المغيث، فَرَحَل عنهم صاحب الموصل، واستولت الخوارزمية عَلَى أثقاله، وعظم قَدْر البدر عند الصالح. فلما ولي السلطنة بمصر وَفَدَ عَلَيْهِ البدر فبالَغ فِي إكرامه وولاّه قضاء مصر فِي سنة تسع وثلاثين، وأفرده عن ابن عين الدولة، فلما مات ضم إِلَيْهِ قضاء القاهرة وصار عنده فِي أعلى المراتب.
وكان فخر الدين ابن الشيخ يكرهه فكتب إِلَى الصالح يذكر لَهُ سيرته وَمَا هو عَلَيْهِ وَمَا يُنْسب إليه من تناول الرشوة من الشهود وقُضاة البلاد، فكتب لَهُ الجواب عَلَى رأس ورقته: يَا أخي يَا فخر الدين، للقاضي بدر الدين علينا حقوق عظيمة لا أقوم بشكرها، والذي تولاّه قليل فِي حقه فلم يراجعه فِي أمره بعدها، وَلَمْ يزل إِلَى أن صرف سنة ثمان وأربعين وستمائة واستقر عوضه ابن المقنشع مدة يسيرة، وأعيد السِّنْجَاري إِلَى ولاية القضاء فِي شعبان سنة تسع وأربعين فتنشط فِي الأحكام