يقول: هو كإبرة الرَّفَّاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف وهي سريعة الانكسار. وإذا ذكر الحسن بن أبي مالك يقول: هو يحمل جمل جَمَل فِي يوم مَطِير، فتذهب يده هكذا مرَّة، وهكذا مرة، ثُمَّ يسلم.
وقال أبو سليمان الجَوْزجانيّ: سمعت أبا يوسف يقول: دخلتُ عَلَى الرشيد وَفِي يدر دُرَّتان يقبلهما، فقال: هل رأيتَ أحسنَ منهما؟ قلت: نعم، يَا أمير المؤمنين! قال: مَا هو؟ قلت: الوعاء الذي هما فِيهِ. فرمى بهما إِليَّ وقال: شأنك بهما.
قال بِشر بن الوليد: مات أَبو يوسف يوم الخميس لخمسٍ خَلَون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال غيره: فِي ربيع الآخر.
وقال عباد بن العوام وهو فِي جنازته: ينبغي للمسلمين أن يُعزّي بعضهم بعضاً فِي أبي يوسف.
يعقوب بن إسحاق. كَانَ يفصل المحاكمات بَيْنَ الخصوم منذ قتل مالك بن سعيد الفارقي إِلَى أن استقر ابن أبي العوام كما مضى فِي ترجمته. ومن خبر يعقوب هَذَا ... .
يعقوب بن إسحاق أبو يوسف من المائة الخامسة ... .
يعقوب بن كِلَّس الوزير فِي الدولة الفاطمية تقدم فِي ترجمة عَلَى ابن النعمان مَا يدل عَلَى أن أمر القضاء فِي جميع المملكة كَانَ مفوضاً للوزير، فكان القاضي لا ينفذ أمراً دونه، ولا يعدّل شاهداً إِلاَّ بإذنه، ولا يقلد قاضياً إِلاَّ بعد مطالعته ومراجعته.