فهنَّ فِي الحَجرِ منه كُلَّما عَرَضَتْ ... لَهُ اليَتَامَى بَدَا بالمجْدِ والمِنَنِ

قاضٍ إِذَا التَبَسَ الأَمْرَانِ عنَّ لَهُ ... رَأيٌ يُخَلِّصُ بَيْنَ الماء واللَّبَنِ

غَضَّ الشباب بعيدٌ فَجْرُ لَيْلَته ... مُجَانِبُ العَينِ لِلْفَحْشَاءِ والْوَسَنِ

شَرَابُهُ النَّشْحُ لا لِلرِّيِّ يَطْلُبُهُ ... وطَعْمُهُ لِقِوامِ الجسمِ لا السِّمَنِ

النائلُ الصِّدْقَ فِيهِ مَا يَضُرُّ بِهِ ... والوَاحِد الحَالَتين السِّرِّ والعَلَنِ

الفاصِلُ الحُكْمَ عَيَّ الأوَّلون بِهِ ... والمُظْهِرُ الحقَّ للسَّاهي عَلَى الذَّهنِ

أَفْعَالُهُ الهَتِنُ بنُ العارِضِ الهَتِنِ اب ... ن العارِضِ الهَتِنِ ابن العارض الهَتِنِ

قَدْ صَيَّرَتْ أول الدنيا أوَاخِرَها ... آباؤُهُ مِنْ مٌغارِ العِلْمِ فِي قَرَنِ

كَأَنَّهُمْ وُلدُوا مِنْ قَبلِ أَنْ وُلِدُوا ... أَوْ كَانَ فَهْمُهُمُ أيامَ لَمْ يَكُنِ

الخَاطِرينَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ أبَداً ... مِنَ المَحَامِدِ فِي أَوْقى مِنَ الجنَنِ

للناظرِينَ إِلَى إقْبَالِهِ فَرَحٌ ... يزيلُ مَا بِجِباهِ القَوْمِ مِنْ غَضَنِ

كَأَنَّ مال ابن عبد الله مُغتَرفٌ ... من رَاحَتَيْهِ بأرض الرُّومِ واليَمنِ

لَمْ نَفْتَقِدْ بِكَ من مُزْنٍ سوَى لَشَقٍ ... وَلا مِنَ البحرِ غيرَ الرّيحِ والسُّفُنِ

وَلا منَ اللَّيِ إِلاَّ قُبْحَ مَنْظَرِهِ ... وَمِن سَواهُ سوى مَا لَيْسَ بالحسَنِ

مُنذُ احتْبَيْتَ بأَنطاكيةَ اعتدلت ... حَتَّى كَأَنَّ ذَوِي الأوْتارِ فِي هُدَنِ

وَمُذْ مَرَرْتَ عَلَى أَطْوَادِها قُرِعَتْ ... منَ السُّجودِ فَلاَ نَبْتٌ عَلَى القُنِنِ

أَخْلَتْ مَوَاهِبُك الأَسْوَاقَ مِنْ صنع ... أغنى نَدَاكَ عن الأعمال والمِهَنِ

ذا جودُ من لَيْسَ من دَهرٍ عَلَى ثِقةٍ ... وَزُهْد من لَيْسَ فِي دنياهُ فِي وَطنِ

وهَذِهِ هَيْبَةٌ لَمْ يُؤْتِها بَشَرٌ ... وذَا اقْتِدارُ لِسانٍ لَيْسَ فِي المُنَنِ

فَمُرْ وأوْمِ تُطعْ قُدّستَ من جَبَلٍ ... تَبارَكَ اللهُ مَجْرِي الرُّوح فِي حَضَنِ

محمد بن عبد الله بن محمود جار الله أبو الثناء الحنفي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015