فبطحه وضربه خمسين عَصا وَقَالَ: اصلاح أدبه أبلغ فِي ثَوَابه

وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن عباد أنْشد عضد الدولة فِي وُرُوده إِلَى حَضرته بهمذان قصيدة بائيه لقبت " اللاكنية " لقَوْله فِي ابتدائها:

(اشبب لَكِن بالمعالي أشبب ... وانسب لَكِن بالمفاخر انسب)

(ولي صبوة لَكِن إِلَى حَضْرَة الْعلي ... وَبِي ظمأ لَكِن من الْعِزّ أشْرب)

وَيَقُول فِيهَا فِي ذكر أبي تغلب بن حمدَان

(ضممت على أَبنَاء تغلب تأيها ... فتغلب ماكر الجديدان تغلب)

فتطير عضد الدولة من مواجهته إِيَّاه بتغلب وَقَالَ: يَكْفِي الله

وَهَذِه أُمُور وَإِن قلت وصغرت فلهَا تَأْثِير فِي الصُّدُور وموقع من استشعار السوء أَو السرُور. وسبيل الحازم أَن يتيقظ فِيهَا، ويتحفظ مِنْهَا وَمَا أحسن مَا قَالَ ابْن الرُّومِي، وَقد قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم الزّجاج:

أَرَاك تكْثر التفاؤل والطيرة فَمَا اعتقادك فِي ذَاك قَالَ: الفأل لِسَان الزَّمَان والطيرة عنوان الْحدثَان.

وأياك وان يَدْعُوك انسك بالسلطان وانبساطك مَعَه إِلَى التَّقْصِير بِهِ أَو الإدلال عَلَيْهِ وخذه فِي الْمُعَامَلَة باستشعار الهيبة وَاسْتِعْمَال المراقبة وزده من الإعظام والكرامة مَعَ تَأَكد الْحُرْمَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015