خطب النِّكَاح

خطب المحسن بن عَليّ التنوخي القَاضِي عِنْد وُقُوع العقد للطائع لله على بنت عضد الدولة خطْبَة افتتحها بِالْحَمْد لله وَالصَّلَاة على مُحَمَّد رَسُوله ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِن الله جلّ جَلَاله جعل النِّكَاح سَببا وشج بِهِ الْأَرْحَام وَشرف بِهِ الانام وصير اعظمه فَضِيلَة وأقربه إِلَيْهِ وَسِيلَة مَا اتَّصل بِالنُّبُوَّةِ وَتعلق بالخلافة وَأفَاد الدّين جلالة وَسموا ورفعة وعلوا وان مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله عبد الْكَرِيم الطائع لله أَطَالَ الله بَقَاءَهُ وأدام علاءه لما عرف مَوضِع عضد الدولة وتاج الْملَّة أبي شُجَاع مَوْلَاهُ أدام الله عزه ونعماه فِي الذب عَن الدّين والمحاماه على الْمُسلمين والمراماة بِنَفسِهِ دون الدعْوَة والمناضلة فِي نصْرَة الْخلَافَة رأى ان يجازيه عَن ذَلِك بأشرف المجازاة ويكافئه عَنهُ بألطف الْمُكَافَأَة ويصل نسبه بِنسَب رَسُول الله الَّذِي رُوِيَ فِيهِ عَنهُ انه قَالَ: كل سَبَب وَنسب مُنْقَطع يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا سببي ونسبي فَخَطب إِلَيْهِ سيدة نسَاء عصرها فضلا وجلالا وَوَاحِدَة بَنَات دهرها نبْلًا وكمالا فُلَانَة بنت عضد الدولة وتاج الْملَّة أَبى شُجَاع بن ركن الدولة أبي عَليّ مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ أدام الله عزه وبذل لَهَا من الصَدَاق مائَة ألف دِينَار ذَهَبا عينا مَثَاقِيل وازنة جيادا عتقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015