رسم الاهداف (صفحة 24)

فـ"للوصول لأهدافك يحب عليك أنْ تكون على دراية مقدماً بما يمكن أن يواجهك لتحقيق ذلك، ومن الواجب أن تجد الحل مقدماً .. فلو أنك قلت لنفسك يكفي أن أفكر بطريقة ايجابية وسيكون كل شيء على ما يرام فإنك ستنهار عند أوّل تحد يواجهك في حياتك، ذلك لأنك لم تقم بتحصين نفسك ضد العقبات التي يمكن أن تقابلها، فلابد أن تتعلم وتكون مستعداً لتعديل خطتك، وكما قال مارشال:"الحياة بدون دراسة لا تستحق أن نعيشها" (?).

لذا يجب أن يكون الهدف مرناً، فيه أكثر من بديل، فإن قصرت همة صاحبه عن الحدود العليا فسيتمكن من تحقيق الدنيا، وهذه المرونة تخفف من ضغط الأهداف علينا؛ لأن الإنسان في الغالب يشعر حيال كثير من أهدافه بالالتزام أكثر منه واجباً، والالتزام بحاجة دائماً إلى درجة من المرونة، ومن الخلل الكبير أن تتحول الأهداف إلى قيود مرهقة، وحينما يشعر الإنسان بهذا الإرهاق فستأتي النتائج عكسية، أو لا تسموا الى الطموح (?).

المطلب الخامس: أن تكون متوافقة مع قيم المجتمع وتوجهاته:

كل مجتمع من المجتمعات فيه الإيجابيات وفيه السلبيات، وأفراد هذا المجتمع يتعاطون معهما حسب المفاهيم والقيم التي تربوا عليها، فتصير عادة وعرفاً سليماً موافقاً للفطرة والقيم، أو فاسداً مخالفاً للمبادئ والقيم السليمة، ثم تتأصل فيه شيئاً فشيئاً حتى تتجذر في الأجيال، فمثلاً:

الكرم، والشجاعة، والمروءة، والنجدة، والوفاء بالعهود ... قيم عرف بها العرب في جاهليتهم، والشرك، والظلم، والاستعباد، ووأد البنات، .. الخ، كانت أعراف سلبية في المجتمع الجاهلي، فلمّا جاء الإسلام أقرّ الإيجابيات وهذبها، ورفض السلبيات ووضع لها الحلول الناجعة لعلاج المجتمع واستإصالها منه.

لذا فمرادنا من توافق الهدف لقيم المجتمع إنما نقصد بها القيم الإيجابية، والأعراف السليمة التي توافق المفاهيم الإسلامية، وهو واضح كما أحسب.

فالهدف الناجح هو الذي يكون متوافقاً مع القيم السامية التي يعرفها المجتمع السليم، كي يتعاطى معه، ولا ينفر منه النّاس.

أما تلك الأهداف التي تحمل في جعبتها أفكاراً دخيلة على المجتمع، مجترة من هنا أو هناك فلن يكتب لها النجاح، ولو استجاب لها ثلة قليلة فهم شواذ، نبذهم النّاس، ولذا وجدنا الأفكار الإلحادية الشيوعية لما جاءت بشعارات لأهدافها الخبيثة باسم (عدل حرية مساوة) لهث ورائها بعض الإمعات الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015