ويفارقوا1 بذلك من ذمه الله في تقليده لمن يعظمه في سادته بغير دلالة تقتضي ذلك2.
ولما كلفهم الله عز وجل ذلك، وجعل أخبار نبيه صلى الله عليه وسلم طريقاً إلى المعارف بما كلفهم إلى آخر الزمان حفظ أخباره عليه السلام في سائر الأزمنة، ومنع من تطرق الشبه عليها حتى لا يروم أحد تغيير شيء منها، أو تبديل معنى كلمة3 قالها إلا كشف الله عز وجل سره، وأظهر في الأمة أمره، حتى يرد4 ذلك عليه العربي والعجمي5، ومن قد أُهّل لحفظ ذلك من حملة علمه عليه السلام والمبلغين عنه6.
كما حفظ كتابه حتى لا ينطق7 أحد من أهل الزيغ على تحريك حرف ساكن، أو تسكين حرف متحرك إلا تبادر8 القراء في رد ذلك عليه مع اختلاف لغاتهم وتباين أوطانهم لما أراده الله عز وجل من صحة الأداء عنه9.