- تعود يا أخي على العطاء بلا مقابل، فالأخوة مغرم وليست مغنمًا، وتذكر معنى الإيثار {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر/9].
- واستصغر دائمًا ما تقدمه لإخوانك، واستعظم ما يقدمونه لك.
- ليرحم كل منا الآخر، وليحتمله في غضبه، ولنكن كما قال تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة/54].
- ليتغاض كل منا عن عثرات الآخر وليترك تأنيبه عليها، وليصفح كل منا عن الآخر صفحًا جميلًا، بلا تقريع، ولا تأنيب، ولا معاتبة، وليبتعد كل منا عن تذكير الآخر بزلاته أو ماضيه، جادًّا أو مازحًا، لئلا يجرحه ذلك.
ليعمل كل منا على ألا يحسد الآخر على ما يرى عليه من آثار نعم الله، بل يفرح بذلك، ويحمد الله على ما يرى من النعمة على أخيه، كما يحمده على نعمته على نفسه، كما قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (?).
- إذا جئتك معتذرًا عن خطأ ارتكبته في حقك فاقبل عذري - وإن كان واهيًا من وجهة نظرك -، وتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل عذر المنافقين، فكيف بعذر أخيك؟!!
أخي ..
- قد تبتعد داري عن دارك، فلا ينسينك بُعد الدار عهد الأخوة الذى بيننا.
- قد يمنعنى الحياء من الحديث معك عن حقيقة ظروفى، فلا تنتظر حديثي وتحسسها أنت بنفسك.
- شاورني في أمورك، وأشركني في مشاكلك - ما تيسر ذلك- فما ندم من استشار كما قال صلى الله عليه وسلم.
- لا تعدني وعدًا ثم تخلفه، فالمؤمن إذا وعد وفَّى، فكما قال أحد السلف: لا تعد أخاك وعدًا فتخلفه، فتستبدل المودة بغضًا.
لا تقابلني بعبوس وجه مهما كانت ظروفك ومشاكلك، فأنت لا تعلم مدى تأثير رؤيتك عليّ، فاحرص يا أخي على بشاشة الوجه عند رؤيتي، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك " (?).
ليحرص كل منا على رد المظالم للآخر، فكما قال صلى الله عليه وسلم: " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه " (?).
فليتذكر كل منا مظالم أخيه عنده سواء كانت مظالم مادية أو معنوية، وليعمل على استحلالها منه بكل الوسائل والطرق الممكنة.
- لينصر كل منا أخاه ظالما أو مظلوما، ونصرتك لى ظالما أن تردني عن ظلمي إن رأيتني ظالما لنفسي باتباع هواها، أو ظالما لدعوتي بعدم التجرد لها أو التضحية من أجلها، أو ظالمًا لأهلي بعدم الوفاء بحقوقهم، أو ظالمًا لأحد من إخواني أو الناس بإيذائه أو غيبته أو السخرية منه أو الاستهزاء به، أو ... .
- ليحافظ كل منا على مال أخيه، فإن عمل معه فلا يجعل أُخُوته له سلمًا لتحقيق المنافع، أو حاجزًا يحجز عنه محاسبة الآخرين له.
فلا ينبغي لأحدنا أن يتضايق وتأخذه العزة إذا ما حاسبه أخوه عن تقصيره في حق العمل، بل على العكس، فعمل أحدنا مع الآخر لابد وأن يدفعه لمزيد من الجهد والبذل والالتزام ليُنجح له عمله، لا التراخي والتهاون والتكاسل بدافع الأخوة.