- وقد نكون شركاء في عمل تجاري نتكسب منه؛ فلا يستحي أي منا أن يخبر الآخر بكل ما في نفسه ويتفق معه على الصغيرة والكبيرة منذ البداية.

فإننا إن لم نفعل ذلك واستحى كل منا من الآخر فستتراكم الرواسب في الصدور، وسيجد كل منا في نفسه من أخيه الكثير، وقد يؤدي ذلك إلي كثير من المشاكل التي يصعب معها العلاج.

فلنصلح البداية لنجني الثمار الطيبة في النهاية.

- إن كنا نطالب بالعدل وعدم المحاباة بين الناس، فليكن ذلك بيننا أولًا، فلا تعطني حقًّا لا أستحقه أو يستحقه غيري قبلي، ولا تتركني بدون حساب وتحاسب غيري بدافع الأخوة.

فالكل ينظر إلينا ويرقبنا، فلنتق الله ولنحرص على ألا نكون فتنة للناس.

****

أخي في الله ..

قد تحدث لي ظروف شديدة، وقد أقع في محنة، فلا تبتعد عني ولا تتركني ولو كنت ممن أضير مني، فأنا أحوج ما أكون إليك في ذلك الوقت، فلو تركتني في محنتي فقد أسقط نهائيًّا، فتغلب على نفسك وتناس أحزانك، واقترب مني، ولا تغلق بابك في وجهي.

وأعمل على إحاطتي من كل الجوانب، فالشيطان في هذه الفترة يكون أنشط ما يكون، وله من المداخل ما لا يُحصى ولا يُعد، فحاول أن تسد عليّ منافذه، ولا تكن أنت أحد مداخله عليَّ.

وأعمل على تضييق الفجوة التي قد تحدث في يوم من الأيام بيننا.

ولنعمل سويًّا على زيادة الحب بيننا عند وجود أي مشكلة، فالحب قادر على استيعابها وحلها.

****

أخي ..

يا من أتقرب إلى الله بحبه ..

ذكرني إذا نسيت ...

ذكرني بالله إذا نسيته وانشغلت بغيره ...

وذكرني بالموت إن غفلت عنه ...

وذكرني بحقيقة الدنيا إن لاحظت عليّ حبًّا لها وانشغالًا بها ...

وذكرني بدعوتنا وأهمية ارتباطنا بها وأننا بها نُكرم، وبدونها لا نساوي شيئًا، وهى بنا وبغيرنا، إن رأيتني مقصرًا في حقوقها ...

وذكرني بالمسجد والجماعة والصف الأول إن افتقدتني فيهم ...

وذكرني بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم إن رأيتني بعدت عنها ...

وذكرني بورد القرآن والمأثورات وورد الرابطة إن لاحظت عدم محافظتى عليهم.

****

أخي ..

شاركني في سرائي وضرائي ولا تتأخر عليَّ، فإن عيني تبحث عنك بين الحاضرين، ويدق قلبي كلما طرق الباب شوقًا لرؤيتك، ويزداد حزني كلما طال غيابك، فاعمل أخي على المسارعة برؤيتي في تلك الأوقات حتى لا تُطفأ فرحتي في سرائي، أو تزيد حزني وألمي في ضرائي.

****

أخي ..

يا من أنتظر لقاءه، وأسعى إلى رؤيته، لا تنسني وقت الغروب، واذكرني في دعائك، عسى الله أن يجمع بيننا في الجنة كما جمع بين قلوبنا في الدنيا {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر/47].

ولعله سبحانه يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ويسوقنا سويًّا مع زُمَر الصالحين إلى الجنة {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر/73].

فنسير مع إخواننا إلى الجنة سويًّا كما كنا في الدنيا فندخلها سويًّا ..

وهناك نتمتع برؤية مولانا وحبيبنا الذي أحببتك من أجله، ونرى محمدًا صلى الله عليه وسلم وصحبه، ونرى كذلك إخواننا وشهداءنا ممن سمعنا وقرأنا عنهم.

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض، قال: فيسير سرير هذا إلى سرير هذا، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعًا، فيقول أحدهما لصاحبه: تعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه: يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا " (?).

****

وفي النهاية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015