• شفاعة المخلوق إلى الخالق في الدنيا:

وأما شفاعة المخلوق إلى الخالق؛ فإما في الدنيا، وإما في الأخرى:

فالشفاعة إلى الله في الدنيا تكون بالدعاء للمشفوع له؛ كما تقدم في حديث الأعمى، أنه سأل الدعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه لما دعا لنفسه، قال: اللهم! فشفعه فيَّ. فطلبُها من الحي الحاضر جائز؛ كما تقدم في القسم الثاني من أقسام الدعاء والنوع الرابع من أنواع التوسل.

وسواء دعا الشفيع للمشفوع له بأمر دنيوي أم بنفع أخروي، كان المشفوع له حيّاً أم ميتاً؛ لما في مسلم؛ أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ» (?)، ولما في " الأدب المفرد " للبخاري من دعائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنس رضي الله عنه بقوله: «اللَّهُمَّ! أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ حَيَاتَهُ، وَاغْفِرْ لَهُ». قال أنس: فدعا لي بثلاث، فدفنت مئة وثلاثة، وإن ثمرتي لتطعم في السنة مرتين، وطالت حياتي حتى استحييت من الناس، وأرجو المغفرة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015