أنه كلام من مكلِّم إلى مكلَّم. وقال نوح بن أبي مريم1 في تكليماً: (يعني المشافهة بين اثنين) 2 وإن لم يكن هناك مشافهة، فالله تعالى قال لموسى عليه السلام: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} 3 والاستماع بين الخلق لا يقع إلا إلى صوت، وهو غير الإفهام؛ لأنّ الفهم يتأخر عن السمع.
وقول الأشعري: "إنّ كلام الله شيء واحد، لا يدخله التبعيض"4 فإذا قال إنّ الله أفهم موسى كلامه، لم يخل5 أمر6 من أن يكون قد أفهمه كلامه مطلقاً، فصار موسى عليه السلام عالماً بكلام الله حتى لم يبق له كلام من الأزل إلى الأبد إلا وقد فهمه. وفي ذلك اشتراك مع الله في علم الغيب، وذلك كفر بالاتفاق.