كأضغاث أَحْلَام أَو كطيف يمتع بِهِ من زَائِره فِي الْمَنَام على لَذَّة هِيَ من أعظم اللَّذَّات وفرحة ومسرة هِيَ من أعظم المسرات دائمة لَا تَزُول وَلَا تفنى وَلَا تَنْقَطِع فَبَاعَهَا بِهَذِهِ اللَّذَّة الفانية المضمحلة الَّتِي حشيت بالآلام وَإِنَّمَا حصلت بالآلام وعاقبتها الآلام فَلَو قايس الْعَاقِل بَين لذتها وألمها ومضرتها ومنفعتها لاستحيا من نَفسه وعقله كَيفَ يسْعَى فِي طلبَهَا ويضيع زَمَانه فِي اشْتِغَاله بهَا فضلا عَن إيثارها على مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر
وَقد اشْترى سُبْحَانَهُ من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَجعل ثمنهَا جنته وأجرى هَذَا العقد على يَد رَسُوله وخليله وَخيرته من خلقه فسلعة رب السَّمَوَات وَالْأَرْض